الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مقدمة ابن الصلاح المسمى بـ «معرفة أنواع علوم الحديث» **
*1* وفيها معرفة وفيات الصحابة والمحدثين والعلماء، ومواليدهم، ومقادير أعمارهم، ونحو ذلك. روينا عن (سفيان الثوري) أنه قال: لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ، أو كما قال. وروينا عن (حفص بن غياث) أنه قال: إذا اتهمتم الشيخ، فحاسبوه بالسنين. يعني احسبوا سنه وسن من كتب عنه. وهذا كنحو ما روينا عن إسماعيل بن عياش قال: كنت بالعراق، فأتاني أهل الحديث، فقالوا: ههنا رجل يحدث عن خالد بن معدان، فأتيته فقلت: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان ؟ فقال: سنة ثلاث عشرة - يعني - ومائة. فقلت: أنت تزعم أنك سمعت من خالد بن معدان بعد موته بسبع سنين ؟ قال إسماعيل: مات خالد ستة ست ومائة. قلت: وقد روينا عن (عفير بن معدان) قصة نحو هذه، جرت له مع بعض من حدث خالد بن معدان، ذكر عفير فيها: أن خالداً مات سنة أربع ومائة. وروينا عن (الحاكم أبي عبد الله) قال: لما قدم علينا أبو جعفر محمد بن حاتم الكَشيّ، وحدث عن عبد بن حميد، سألته عن مولده ؟ فذكر أنه ولد سنة ستين ومؤتين، فقلت لأصحابنا سمع هذا الشيخ من عبد بن حميد بعد موته بثلاث عشرة سنة. وبلغنا عن (أبي عبد الله الحميدي الأندلسي) أنه قال ما تحريره: ثلاثة أشياء من علوم الحديث يجب تقديم التهمم بها. العلل، وأحسن كتاب وضع فيه (كتاب الدارقطني). والمؤتلف والمختلف، وأحسن كتاب وضع فيه (كتاب بن ماكولا). ووفيات الشيوخ، وليس فيه كتاب. (233) قلت: فيها غير كتاب، ولكن من غير استقصاء وتعميم، وتواريخ المحدثين مشتملة على ذكر الوفيات، ولذلك ونحوه سميت تواريخ. وأما ما فيها من الجرح والتعديل ونحوهما فلا يناسب هذا الاسم، والله أعلم. وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ضحى، لاثنتي عشرة ليلةً خلت من شهر ربيع الأول، سنة إحدى عشرة من الهجرة. وتوفي أبي بكر في جمادى الأولى، سنة ثلاث عشرة. وعمر في ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين. وعثمان في ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وقيل: ابن تسعين، وقيل: غير ذلك. وعلي، في شهر رمضان سنة أربعين، وهو ابن ثلاث وستين، وقيل: ابن أربع وستين، وقيل: ابن خمس وستين. و(طلحة) و(الزبير) جميعاً في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين. وروينا عن (الحاكم أبي عبد الله): أن سنهما كان واحداً، كانا ابني أربع وستين، وقد قيل غير ما ذكره الحاكم. و(سعد بن أبي وقاص)، سنة خمس وخمسين على الأصح، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. و(سعيد بن زيد) سنة إحدى وخمسين، وهو ابن ثلاث وأربع وسبعين. (234) و(عبد الرحمن بن عوف)، سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن خمس وسبعين سنة. و(أبو عبيدة بن الجراح)، سنة ثماني عشرة، وهو ابن ثماني وخمسين سنة. وفي بعض ما ذكرته خلاف لم أذكره، والله أعلم. أحدهما: (حكيم بن حزام)، وكان مولده في جوف الكعبة، قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة. والثاني: (حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري). وروى ابن إسحاق أنه وأباه ثابتاً، والمنذر وحراماً، عاش كل واحد منهم عشرين ومائة سنة. وذكر أبو نعيم الحافظ:أنه لا يعرف في العرب مثل ذلك لغيرهم. وقد قيل:إن حسان مات سنة خمسين، والله أعلم. (فسفيان بن سعيد الثوري أبو عبد الله)، مات بلا خلاف بالبصرة، سنة إحدى وستين ومائة، وكان مولده سنة سبع وتسعين. و(مالك بن أنس) رضي الله عنه، توفي بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة، قبل الثمانين بسنة. واختلف في ميلاده، فقيل: في ثلاث وتسعين، وقيل: سنة إحدى، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة سبع. و(أبو حنيفة) رحمه الله، مات سنة خمسين ومائة ببغداد، وهو ابن سبعين سنة. و(الشافعي) رحمه الله، مات في آخر رجب، سنة أربع ومائتين بمصر، وولد سنة خمسين ومائة. و(أحمد بن محمد بن حنبل)، مات ببغداد في شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وأربعين ومائتين، وولد سنة أربع وستين ومائة، والله أعلم. (235) (فالبخاري أبو عبد الله)، ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة، لثلاث عشرة خلت من شوال، سنة أربع وتسعين ومائة، ومات بخَرْتنك قريباً من سمرقند، ليلة عيد الفطر، سنة ست وخمسين ومائتين، فكان عمره: اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوماً. و(مسلم بن الحجاج النيسابوري)، مات بها لخمس بقين من رجب، سنة إحدى وستين ومائتين، وهو ابن خمس وخمسين سنة. و(أبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث)، مات بالبصرة، في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين. و(أبو عيسى محمد بن عيسى السُلَمي الترمذي)، مات بها لثلاث عشرة مضت من رجب، سنة تسع وسبعين ومائتين. و(أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسوي)، مات سنة ثلاث وثلاثمائة، والله أعلم. (أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي)، مات بها في ذي القعدة، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ولد في ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة. ثم (الحاكم أبو عبد الله بن البَيِّع النيسابوري)، مات بها في صفر سنة خمس وأربعمائة. وولد بها في شهر ربيع الأول، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. (236) ثم (أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي)، حافظ مصر، ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. ومات بمصر في صفر سنة تسع و أربعمائة. ثم (أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الحافظ)، ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة بأصبهان. ومن الطبقة الأخرى: (أبو عمر بن عبد البر النمري)، حافظ أهل المغرب، ولد في شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ومات بشاطبة من بلاد الأندلس، في شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وستين وأربعمائة. ثم (أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي)، ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، ومات بنيسابور في جمادى الأولى، سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، ونقل إلى بيهق فدفن بها. ثم (أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي)، ولد في جمادى الآخرة، سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ومات ببغداد في ذي الحجة، سنة ثلاث وستين وأربعمائة، رحمهم الله وإيانا والمسلمين أجمعين، والله أعلم.
|